محرز ضد زياش: المبدعان بالقدم اليسرى وإعادة تعريف صناعة الفرص

في زمنٍ تتغير فيه الأحداث الرياضية 2025 بسرعة مذهلة، تبقى بعض الثوابت قادرة على خطف العقول والقلوب. من بين هذه الثوابت، يبرز إسمان يعكسان هوية الكرة العربية: رياض محرز وحكيم زياش. كلاهما ساحر بالقدم اليسرى، وكلاهما يملك بصمة خاصة في كيفية صناعة الفرص وتحويل المساحات الضيقة إلى فرص تهديفية. ويأتي هذا النقاش ليذكّرنا دائمًا اعظم لحظات رياضية في التاريخ، حيث كانت اللمسة الواحد كفيلة بتغيير مصير مباراة كاملة.
اليوم، ونحن نتابع مباريات دوري أبطال أوروبا أو البطولات العربية الكبرى، أصبح الحديث عن “صانعي الفرص” مرتبطاً بهذين النجمين. وبينما تتابع الجماهير تفاصيل اللعب عبر المنصات الإعلامية، يبحث البعض أيضاً عن منصات مثل Melbet للمراهنات التي توفر أرقام المباريات ومؤشرات الأداء بشكل حيّ. ولكي نفهم سحرهما، لا بد أن ننظر إلى أدوارهما من زاوية فنية وثقافية، ومن ثم نقارن أدواتهما التكتيكية، سياقاتهما وحتى تأثيرهما على الجماهير.
لماذا لا يزال المبدعون بالقدم اليسرى يحسمون المباريات في المنطقة العربية؟
في شوارع الجزائر والمغرب، كان الطفل “الأعسر” يُنظر إليه على أنه صاحب لمسة مختلفة، قادراً على كسر التوازن في أي مباراة حيّ. ومع مرور الوقت، تحولت هذه اللمسة من لعب الشارع إلى قرارات نخبوية في الملاعب الأوروبية، حيث يُترجم الإبداع الخام إلى تمريرات حاسمة تصنع الفارق.
لكن، ماذا تعني “صناعة الفرص” بالنسبة للمشجعين العرب؟ هي أكثر من مجرد إحصائية، بل لحظة توتر وفرح، تختزل في أربع صور أساسية:
- التمريرات القاطعة: كرة أرضية تعود إلى الخلف نحو لاعب قادم من العمق.
- التحويلات القطرية: تغيير مفاجئ لاتجاه اللعب يفتح الجهة المقابلة.
- الكرات الثابتة: ركنيات أو ضربات حرة تقلب ميزان القوة في مباراة مغلقة.
- التمريرات البينية: كرة ذكية تُمرر بين مدافعين لتضع المهاجم في مواجهة المرمى.
ولكي تبقى الصورة أوضح لدى الجماهير، نُبسّط المفاهيم:
- Key Pass = تمريرة مباشرة تؤدي إلى تسديدة.
- xA (المساعدة المتوقعة) = تقدير لجودة الفرصة التي يُنشئها اللاعب.
- SCA = أي فعل (تمرير، مراوغة، خطأ مكتسب) يؤدي في النهاية إلى تسديدة.
بهذا المعنى، يظل المبدع الأعسر أكثر من مجرد لاعب: هو ذاكرة حيّة لثقافة الشارع العربي التي انتقلت إلى أكبر المسارح الكروية في العالم، ومعها بقيت بصمة السحر التي تجعل صناعة الفرص فناً قائماً بذاته.
بورتريه اللاعبين: الأدوات والتفكير
إذا كانت القدم اليسرى هي علامة فارقة في كرة القدم العربية، فإن رياض محرز وحكيم زياش يمثلان مدرستين مختلفتين داخل نفس المدرسة. كلاهما يعتمد على الرؤية المميزة واللمسة الأولى، لكن أسلوب كل واحد منهما يعكس خلفيته، شخصيته وثقافة الكرة في بلده.
رياض محرز (الجزائر)
- التوقيع الخاص: المراوغة بالتوقف والانطلاق المفاجئ، ثم كرة مقوسة بيسراه نحو القائم البعيد أو تمريرة مقنّعة للخلف تخدع الدفاع.
- المناطق المعتادة: يعمل غالباً في “النصف الأيمن” من الملعب، تحديداً داخل القناة القريبة من منطقة الجزاء.
- المحفزات: يزدهر في مواجهة مباشرة مع الظهير أو حين يتقدم الظهير الأيمن ليفتح له زاوية داخلية، كما يستغل وصول لاعبي الوسط المتأخرين نحو منطقة الجزاء.
- الكرات الثابتة: يتولى الركنيات والركلات الحرة من الجهة اليمنى، بحثاً عن الكرات المقوسة إلى القائم البعيد.
- المجازفة/المكافأة: محرز لا يخشى خسارة الكرة؛ لأن كل محاولة مراوغة قد تفتح له زاوية تمرير حاسمة.
حكيم زياش (المغرب):
- التوقيع الخاص: التحويلات القطرية الطويلة التي تغيّر اتجاه اللعب في لحظة، العرضيات المقوسة نحو القائم البعيد أو التمريرة البينية بعد تبادل سريع.
- المناطق المعتادة: يتمركز على الخط الجانبي بشكل أعمق من محرز، وغالباً يبدأ الهجمة من الخلف ليفتح زوايا التحويل إلى الجناح الآخر.
- المحفزات: يعتمد على قراءة الخطوط العالية للدفاع ليلعب التحويل المبكر أو على الارتدادات من وسط الملعب في الكرات الثانية.
- الكرات الثابتة: يتقن الركنيات والركلات الحرة من الجهتين ويُفضل الكرات المقوسة إلى مهاجمين يهاجمون المساحة.
- المجازفة/المكافأة: كثرة محاولاته من مسافات بعيدة تعكس استعداده للتضحية بالدقة مقابل مفاجأة الخصم، كما يبحث دائماً عن “التمريرة قبل التمريرة الحاسمة”.
في النهاية، رياض محرز وحكيم زياش ليسا مجرد جناحين بقدم يسرى ساحرة، بل هما وجهان مختلفان لصورة واحدة: صورة اللاعب العربي الذي يجعل من اللمسة فناً ومن الرؤية بصيرة.
الحمض النووي لصناعة الفرص: أين تُصنع اللحظات فعلاً؟
كرة القدم الحديثة تُترجم إبداع اللاعب إلى أنماط متكررة يمكن قراءتها بوضوح: مناطق مفضّلة، لمسة أولى محددة، شكل تمريرة مكررة وحتى نوع المستقبل الذي يترقّبها. هنا يتجلى ما يمكن تسميته بـ “الحمض النووي لصناعة الفرص” الخريطة الجينية التي تحدد كيف يولد الإبداع في الملعب.
المبدع | المناطق المفضلة | اللمسة الأولى | التمرير الرئيسي | الكرات الثابتة | المستلم النموذجي | شكل التمريرة الحاسمة |
محرز | النصف الأيمن، داخل القناة | خدعة بالجسد + سحب بالقدم | عرضية أرضية أو كرة مقوسة | ركنيات وحرة (يمين) | لاعب وسط متأخر أو رأس الحربة | Cutback إلى القادم من العمق |
زياش | الجهة اليمنى العميقة | فتح الجسد للنظر القطري | تحويلة طويلة أو عرضية مبكرة | ركنيات وحرة (يمين/يسار) | جناح في القائم البعيد | عرضية مبكرة خلف الدفاع |
إشارات للمشاهد العربي:
- محرز: عندما يتقدم الظهير الأيمن بجانبه، راقب الركضة الخفية للمهاجم نحو القائم القريب — حركة متكررة في أهدافه.
- زياش: عندما يرفع رأسه دون ضغط، توقّع تمريرة قطرية طويلة نحو الجناح الآخر، قبل أن يستوعب الدفاع التحرك.
بالنسبة للجماهير العربية، هذا التباين ليس مجرد تفاصيل تكتيكية، بل هو مسرح لهوية اللعب الأعسر: من يلمس الكرة في الشارع الضيق بحيّ شعبي، إلى من يغيّر اتجاه اللعب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
الأنظمة والشركاء: من يُطعم الصناعة؟

الصناعة ليست مجرد لحظة فردية، بل شبكة من التفاهمات الصغيرة التي تصنع منها فرصة كبرى.
محرز مع الظهير المتقدم: حين يتحرك الظهير الأيمن للأمام ويسحب معه المدافع، يفتح لمحرز الجيب الداخلي حيث يعشق استقبال الكرة. من هناك، لديه خياران قاتلان: التمرير العرضي القصير نحو لاعب وسط مندفع من العمق، أو المراوغة ثم التسديد على البوابة المفتوحة.
زياش مع مهاجم الصندوق: في المقابل، يعتمد زياش على شريك من نوع مختلف: مهاجم صندوقي ينتظر العرضية المبكرة. بتمريرة واحدة، قبل أن تدور المنظومة الدفاعية، يرسل المغربي كرة مقوسة إلى القائم البعيد. النتيجة؟ لمسة بسيطة من المهاجم تُترجم إلى هدف جاهز.
الكرات الثابتة كأداة استراتيجية: أما في الكرات الثابتة، فالمسألة تتعلق بمدى إبداع المنظومة. بعض الفرق تكدّس اللاعبين أمام الحارس وتراهن على الفوضى، بينما أخرى تبني روتينات مدروسة: flick على القائم القريب، أو تمريرة قصيرة تُحوِّل الركنية إلى موقف لعب مفتوح. محرز وزياش كلاهما يُتقنان التنفيذ، لكن الفارق يظهر في ما يطلبه المدرب منهما: هل يكون المُنفذ المباشر؟ أم صانع الحركة الأولى؟
توجهات المدربين: أسلوب المدرب هو البوصلة التي تحدد شكل الصناعة:
- محرز يزدهر مع الصبر والبناء التدريجي؛ كلما كان الفريق يدوّر الكرة، زادت فرصته في إيجاد المساحة داخل العمق.
- زياش يبدع مع النهج المباشر؛ كلما كان الانتقال أسرع، كلما ظهرت قيمة عرضياته المبكرة التي تضرب خطوط الدفاع في ثوانٍ.
هكذا يتضح أن صناعة الفرص ليست مجرد موهبة فردية، بل هي حوار بين المبدع والمنظومة. بين الكرات الثابتة المنظمة والأساليب التكتيكية المتباينة للمدربين، يولد المشهد الكامل: صانع يُقدِّم اللوحة، ومنظومة تُطعمها بالحركة والانسجام.
ثلاث سيناريوهات للمباريات: من يملك الأفضلية؟
هنا نرسم ثلاث لوحات تكتيكية توضح كيف يتعامل محرز وزياش مع أكثر السيناريوهات شيوعاً، وأين يتفوّق كل واحد منهما.
أمام التكتل الدفاعي (5-4-1)
- محرز: يعتمد على قدرته الفطرية في المراوغة، فيجبر المدافع على المساعدة، ليخلق زاوية مثالية لتمرير متأخر أو كرة مقطوعة للخلف يستفيد منها لاعب الوسط القادم من العمق.
- زياش: يذهب إلى سلاح الكرات الثابتة والكرات الثانية، خصوصاً العرضيات المقوّسة نحو القائم البعيد، حيث يربك التكتل الدفاعي ويمنح المهاجمين فرصة لاستغلال الشرود أو سوء التغطية.
أمام الضغط العالي (4-3-3)
- زياش: يبرع في قراءة المساحات خلف الظهير المتقدّم، حيث يُطلق تحويلة مبكرة أو تمريرة قطرية طويلة تضع الجناح في مواجهة مباشرة مع المرمى.
- محرز: يفضّل الحل القُطري القصير، حيث يُمرر كرة بينية دقيقة بين قلب الدفاع والظهير، فيفتح الطريق للمهاجم المنطلق بسرعته.
الديربي أو المباريات المشحونة عاطفياً
- محرز: يتميّز بهدوئه تحت الضغط، يتحكم في الكرة داخل أضيق المساحات، ويعرف كيف يستدرج الأخطاء قرب منطقة الجزاء ليحوّل التوتر إلى فرص حقيقية.
- زياش: يملك السلاح الأبعد مدى، بتمريراته الطولية التي تقلب الإيقاع في لحظة، إضافةً إلى ركلاته الحرة التي تصبح أداة حاسمة في مباريات متوازنة.
هذه المرونة التكتيكية تعكس أن قيمة اللاعب لا تُقاس فقط بقدمه، بل بمدى انسجامه مع متطلبات كل سيناريو، وهو ما يجعل كليهما أوراقاً رابحة بطرق مختلفة.
غرفة الفيديو: خمس لقطات للتعلّم
“غرفة الفيديو” هنا ليست مجرد تحليل جاف، بل دروس عملية يمكن لأي مدرب أو مشجع أن يتعلم منها: كيف يحوّل محرز وزياش لمسات بسيطة إلى فرص تهزّ الشباك؟
- محرز: يُخادع المدافع بخطوة كتف صغيرة، يلمس الكرة لمتر واحد، ثم يرسل عرضية منخفضة (Cutback) نحو نقطة الجزاء. حركة تبدو بسيطة لكنها تفتح التسديدة للاعب القادم من الخلف.
- زياش: حين يندفع الظهير المنافس للأمام، يقرأ زياش اللحظة ويضرب طويل يغيّر اتجاه اللعب، ليخلق موقف “1 ضد 1” للجناح الآخر.
- محرز: محرز يلعب “خذ وهات” مع لاعب الوسط الهجومي، ثم يرسل تمريرة سريعة ومفاجئة لمهاجم يسبق المدافع عند القائم القريب. سرعة القرار هنا هي سر النجاح.
- زياش: كورنر Outswinger بلمسة مدروسة، تنحني الكرة للخارج قليلاً لتسمح لمهاجم قادم من الخلف بالاندفاع وضرب الكرة برأسه.
- كلاهما: أحياناً لا يكون الأجمل هو صانع التمريرة الأخيرة، بل من يكسر الخطوط بالتمريرة ما قبل العرضية. سواء محرز أو زياش، هذه التمريرات “المخفية” تصنع نصف الهدف.
هذه ليست مجرد لقطات مهارية، بل “قاموس عملي” لفهم كيف يصنع المبدعون العرب الفارق في المباريات الكبرى. كل خدعة كتف، كل تحويلة قطرية، كل كرة ثابتة… هي فصل جديد من كتاب صانعي اللعب في المنطقة.
ركن تعليم المراهنات للجماهير
كرة القدم ليست فقط أهداف ومهارات، بل أيضًا أرقام صغيرة يلاحظها المشجعون في كل مباراة: تمريرة حاسمة، كرة ثابتة حاسمة، أو هدف متأخر يغيّر مجريات اللقاء. تخيل أن هناك “حصالة تعليمية” فيها 150 جنيه مصري لمتابعة هذه التفاصيل.
مثال تعليمي تخيلي:
- مباراة (أ): محرز صنع تمريرة حاسمة – ربح وهمي +90 جنيه (عائد متوسط على 50).
- مباراة (ب): زياش اكتفى بتمريرة مفتاحية واحدة فقط (أقل من المطلوب) – −50 جنيه.
- مباراة (ج): الفريق سجل بعد الدقيقة 70 – +45 جنيه.
النتيجة النهائية: +85 جنيه وهمية.
وبشكل عام، مواقع مثل Melbet موقع يمكن أن تُستخدم كـ”مركز إحصائي” لمراقبة هذه الأرقام والاتجاهات. وبعض الجماهير قد تبحث عن عروض مثل رهان مجاني Melbet برومو كود، لكن هنا نركز على الجانب التعليمي والإحصائي.
دليل سريع للمشاهدة المباشرة
المشجع الذكي لا يكتفي بالنتيجة النهائية، بل يتابع التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق. هذه الملاحظات البسيطة تساعدك على متابعة محرز وزياش بشكل مختلف أثناء البث المباشر.
- قبل المباراة بساعة: قد يتساءل المشجع: اين يلعب حكيم زياش الان؟ هل سيتجه للعمق أم يبقى على الخط؟ هذه التفاصيل تحدد كيف تُقرأ أدواره في الكرات الثابتة.
- أول 15 دقيقة: راقب تحركات الظهير في جانب محرز. انظر إلى زياش: هل يرفع رأسه مبكرًا لتمرير كرات قطرية طويلة؟.
- حتى الدقيقة 30: إذا ارتفع عدد الركنيات أو الكرات الثابتة، فاحتمالية صناعة هدف تتضاعف. الركنيات عند زياش خصوصًا قد تتحول إلى فرص خطيرة.
- بعد الدقيقة 70: هنا يلمع محرز بتمريراته القصيرة في العمق، وزياش بتحويل اللعب من جهة إلى أخرى لفتح الزوايا.
هذا الدليل ليس للتنبؤ بالنتيجة، بل لتذوق تفاصيل كرة القدم كما يراها المحللون. تذكر دائمًا أن المتعة في متابعة المساحات والتحولات لا تقل عن متعة تسجيل الأهداف نفسها.
الخلاصة: طريقان مختلفان لنفس النتيجة

في نهاية النقاش، تبرز حقيقة واضحة: محرز يصنع الفرص من الداخل، يفتّح الدفاع بالمراوغات القصيرة والتمريرات الأرضية الدقيقة، بينما زياش يصنع من بعيد، بكراته القطرية وتحويلاته الذكية وعرضياته التي تغيّر مسار اللعب في لحظة. فالسؤال لا يقتصر فقط على من يصنع أكثر، بل أيضًا اين يلعب رياض محرز داخل المنظومة، لأن موقعه يحدد حجم مساهمته في خلق اللحظات الفارقة.
قد يكون محرز الأكثر موثوقية إذا استمر بجواره ظهير سريع يفتح له الممرات ويمنحه الدعم في الثلث الأخير، لكن هذه الصورة تنهار تمامًا إذا غاب عنصر التوازن أو جاءته إصابة تغيّر إيقاعه. أما زياش فمردوده يرتكز على الكرات الثابتة وجودة التنفيذ من بعيد، وإذا سُحبت منه هذه الأفضلية أو تغيّرت أدواره في الفريق، ستتراجع قيمته بشكل ملحوظ.
يبقى الحكم مفتوحًا للجمهور: من تختاره لفريقك؟ محرز الذي يخترق العمق ويصنع داخل الصندوق، أم زياش الذي يبني الهجمة من بعيد ويضرب الخصوم بعرضياته الدقيقة؟