الإمارات اليوم تليجرام
تعليم

في نظرية الفن – ديوان الفريد – الإمارات اليوم

في نظرية الفن

يمكنني القبول برأي الأغلبية أو أهل الخبرة في أي شيء إلا في الفن في شراء سيارة .. في جودة بضاعة .. .. في

أي شيء .. إلا في الفن

الفن مسألة ذاتية لا موضوعية ، ونقده ذاتي لا موضوعي ، ولا يجوز تشريحه في المعمل وتقسيمه إلى أجزاء .. وأنا أعني ما أقول بمفردة (لا يجوز) ، لأن الفن روح .. 

وحديثي عن الفن يقتصر في هذا السياق على (الغناء) يعجبني الغناء البدائي البسيط وأنفر من الغناء المتحضر المتكلف الذي يسمونه (العميق) !

تعجبني أم كلثوم في بداياتها وهي تغني في الريف وأنفر من غنائها (العميق) صوتا وأداء

أطرب كثيرا للثلاثي الكوكباني سيما (الهجر يومين) ذلك اللحن البسيط والصوت الرخيم والأداء السلس ، ولا أطرب لأغاني

كاظم لا صوتا ولا أداء وإن كان اللحن جميلا .

هل قوة الكلمات وفصاحتها ؟

هل هي يتمتع بها ؟

طيب .. ما الذي جعل من كاظم قيصرا للغناء؟ (على فكرة: الألقاب لا تعني لي شيئا في عالم الفن وهي بلغة الفقه بدعة)

ما الذي جعل من كاظم أسطورة في الغناء وحشد له كل هذه الشعبية؟

أخلاقه العالية وشخصيته المتزنة والكاريزما التي يتمتع بها؟ 

هل هي ألحانه المبتكرة ؟

كل ما ذكر صحيح ، فالرجل يغني بأشعار نزار الفصيحة الجميلة ويبتكر ألحانا جميلة وبالفعل هو صاحب خلق رفيع وشخصية متزنة وكاريزما جذابة .. وكم يعجبني عندما يتعاطف مع أبو

يمن في المسابقات في الوقت الذي لا يتعاطف 

مع أبو يمن أحد. 

ولكن : ما علاقة قوة الكلمات والشخصية بالفن!

الفن -بالنسبة لي- شيء آخر ، وليس بالضرورة أن (يغني) بل أن (يكون) ، وكلمات الأغنية لا تشكل فارقا عندي أكانت قوية أو ضعيفة ، وكل الأغاني التي جذبتني لم أفكر في معاني كلماتها حتى الآن ولا أظنني سأفكر فيها مستقبلا !

أنا هنا أمام فنان لا أمام شاعر .. وقوة الكلمات محسوبة للشاعر لا للفنان. 

الفن شيء فوق الكلمات ، فوق المعنى ، وليس بالضرورة أن (يعني) بل أن (يكون) ، وكينونته لا تخضع للمعمل النقدي والتشريح الجنائي بل تدرك وتُحس وتستلهم بالروح .

تطربني أغاني محمد عبده رغم رداءة أخلاقه ، ولا أطرب كثيرا لأغاني أبو بكر رغم إعجابي بشخصيته !

لا أرتاح كثيرا للحن الصنعاني ، لا السنيدار ولا الحارثي ولا حتى الآنسي ، باستثناء الثلاثي الكوكباني .. لا أدري ما مصدر الجاذبية في أغانيهم ، وليس بالضرورة أن أدري ..

كل ما أود قوله: لا تخضع عزيزي للضجيج الإعلامي والترويج لفنان ما ، ولا لرأي الأغلبية ، ولا لأصحاب الخبرة (العميقين) !

خليك واضح مع نفسك ومع ذوقك ومع فطرتك وشوف الذي يخارجك والذي تطرب له .. فالزخم الذي نراه تجاه فنان ما ما هو إلا حصيلة الترويج بنسبة 90% ولا وجود لقناعات (ذاتية) وذائقة حقيقية إلا عند النادر .

المسألة مسألة أذواق والأذواق تختلف .. ونظرية الفن تتسع للمزيد من الآراء ..

كانت هذه أبرز وأهم التفاصيل والمعلومات التي يبحث عنها الكثير من الناس مقدمة اليكم من موقع الإمارات اليوم حول في نظرية الفن – ديوان الفريد – الإمارات اليوم .

الإمارات اليوم تليجرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *